تغير أنت قبل أن تغيّر حياتك
اختصر 40 عام من عمرك!
السرقة الأولى
والأخيرة
إلى كل بائس
وسعيد
حرب
المبادئ
في كتاب!
تغير أنت قبل أن تغيّر حياتك
أفضل هديّة تستحقّ أن تهديها لنفسك ولمن تحبّ!
رحلة إثارة فيها إجابات واضحة على أسئلة من العيار الثقيل، على بِساط البساطة، في جو الصراحة والصدمة والاستفزاز، محطّاتها وأحداثها حقيقيّة من واقع حياتك، مسرحها دولة معقّدة التركيب: هل ظروف حياتي قدر محتوم؟ لماذا التغيير لا يأتي رغم محاولاتي؟ كيف أتخلّص من أسْر مخاوفي ونمطيّة حياتي وأنطلق من جديد؟
متطلّبات الرحلة
كلّ ما عليك هو أن تمتلك الشجاعة لتخرج في مغامرة مشوّقة لاستكشاف ذاتك، لتفتّش عن الطفل البريء الضائع في داخلك، وتستنقذ العبقريّ الصغيرَ الذي طمسته لطماتُ الحياة، وأخرسَته جيوشُ معلّمين وآباء وأمّهات وزملاء وواعظين.
تصفّح الكتاب
اطلب كتابك الآن
واستمتع بتجربة مثيرة
لشراء النسخة الإنجليزية من الكتاب
النسخة الإنجليزية متوفرة بصيغها المختلفة (إلكتروني، صوتي، غلاف ورقي، غلاف مقوى) على معظم منصات بيع الكتب الأجنبية تحت عنوان:
قالوا عن الكتاب:
قالوا عن الكتاب
رئيس كلية المدينة (أم الفحم)
"كِتابٌ مُستَفِزٌّ من كاتِبٍ مُستَفِزِّ. فهو يُعانِدُ في كسره للمنطق من أرسطو حتّى الأورجانون الجديد عند بيكون. ومعَ اعتِمادِهِ على التجرُبَةِ فإنّه يقترب من ديفيد هيوم في إلغائه العلاقة السببيّة الشائعة لحِسابِ سطوة المعتاد على عقولِنا.. يكتُب صديقُنا الأستاذ رامي هنا على طريقة الكِبار لا على طريقة الهواة المتحمّسين. وهو مع كونه يكتب بدادئيّة تحبّب الكتابَ للقارئ، إلا أنّه صارِم صادمٌ صادقٌ في مشاركته تجاربه الشخصيّة التي تُقرّبه من ابن حزمٍ في (طوق الحمامة) وإن كان همه مفارِقًا لهمّ الأندلُسي.. ما أضمنه لك أيها القارئ، إن أنت قرأت الكتاب، أمرين: الشغف للمواصلة.. والخروج بنفسيّة متحدّيةٍ لكل الصّعاب مؤمنة باللا- مألوف عصيّةٍ على الحوادث، وثالثةً: أنّك ستحتفظُ بالكتاب في مكتبتِكَ مرجِعًا لحادثةِ اللّيالي، بعد الله.."
عميدة شؤون الطلبة ، أكاديمية القاسمي
"هذا الكتاب سيوقعك في النَّص بلا مقاومة، ستجد نفسك متلبسًا بالكلمات والمعاني بتهمة "المنطق"، سيأسرك بكلّ ما فيه، وهو تمامًا كالحياة: سيجعلك تضحك أحيانًا، تبكي أحيانًا، سيستفزّك أحيانًا كثيرة، سيغضبك، سيجعل منك قارئًا فيك عقوق الكلمات والأفكار، تحارب النص وأنت واقع فيه، لتصرخ بأعلى مشاعرك: أنك لن تكمل القراءة، لكن هيهات، فقد وقعت وتكبلت، لن تترك القراءة! ستشعر بالارتباك وتعاود القراءة لتتأكد: كيف تخون الكلمات المعنى؟ ستتوجّع من بعض الجرعات، لكن هذا الكتاب، سيعطيك ولادة جديدة، بلا تخدير. هذا كتاب من الطراز "الثقيل"، من أدب القراءة المتكررة، لن يسلمك نفسه من القراءة الأولى. بل سيجبرك على قراءته مرارًا وتكرارًا. هذا كتاب ثلاثيّ الأبعاد، يغطسك في البعد الثالث، ليظهر لك، بذكاء سلس، تضاريس إجابات الأسئلة، أسئلة الموت والحياة، والمنطق، وكل ما بينها."
كاتب أكاديميّ وناقد أدبيّ
فرغتُ من قراءة كتابك للتوّ...أصابني بالجنون وأعادني إلى المنطق..
كتاب مغايرٌ تمامًا، ماتع، ومتمرّد، وخارج عن المألوف. عصيٌّ على التصنيف والتأطير، فهو جامِعٌ بين السيرة الذاتية، والتنمية البشرية، والوعظ والإرشاد، والأسلوب القصصي، بطريقة سلسة جذابة، تشدّ القارئ بخيوط حيكت باقتدار ودراية... مبارك هذا الإصدار الذي أضاف لي متعة قرائيّة كبيرة.
كثيرة هي الكتب التي قرأتها، منها ما نسيت، ومنها ما انطبع في ذهني. كتابكَ هذا سيبقى مغروسًا في الذاكرة، لأنه يخاطب كل واحدٍ فينا، ويتابع المحطات التي غالبًا ما يمرّ بها كلّ واحدٍ منّا!
Critic and writer
"If you have been searching for a book that will radically expand your general knowledge in life and cause a shift in the way you think, then this book is the one for you. Renouncing Holy Logic by Rami Anabusi is a definitive guide to discarding false and ruinous logic and designing a self-confident life. Rami offers an original and unique insight into his rebellious nature as a child, academic experiences that taught him important life lessons, facing racial discrimination during his job search, and many more life events that shaped his thinking. He teaches us to be like the ‘Disabled Mouse’ who spurned the cowardly logic and thrived on realizing an impossible dream, despite being faced with humiliating challenges. At the end of this enlightening journey, the reader will learn to understand and conceal their logical codes, bolster their confidence, repress fear and make progress in different aspects of life. Wouldn’t it be fascinating to uncover life’s most important teachings? I urge you not to miss out on the many benefits of this adept and comprehensive reasoned book. This book has many positive aspects. After reading this book, I underwent a transformative mindset shift. Some people disparage themselves, refuse to step outside the box, and find it difficult to overcome their fears. They view things from a diverse set of perspectives because they have become enslaved by incorrect logic that undermines their ability to grow and achieve. This groundbreaking and educative guide highlighted ways to break free from the bounds of these obstructive logic and embrace positive affirmation. Also, Rami has a knack for writing. Throughout my reading, I discovered only a few errors. The words were woven seamlessly in a clear, easy-to-understand and compelling way. This is proof that this book was professionally edited and well organized. Furthermore, I enjoyed the author’s personal experiences and examples incorporated in this book. They were narrated in a way that perfectly buttressed his points. An example would be the masterful recounting of King Auster’s cowardly decisions for the purpose of encouraging the readers to disregard suicidal logic. What I really appreciate about this book is the author’s vast knowledge on a variety of topics such as Economics, Marketing, leadership, tips for weight loss, and many more matters. Thanks to the author, I had a question on luck that had been bugging me for a while fully addressed. If I were to describe this book in a single sentence, it would be a book with a lot of information deserving the widest possible readership. This book has no negative aspects. This is one of those books that can be read numerous times because of its illuminating and life-changing themes. I rate this book four out of four stars particularly because of the author’s perfect writing quality. I recommend this book to anyone who is interested in inspirational or life-altering books."
قراءة نقدية متخصصة - علم نفس
شكّل أسلوب الكتاب "جنون المنطق" حالة فنية جديدة في شكلها ودلالاتها وحواراتها المركزية والوجدانية والنفسية بين الأنا الحقيقي (True self) والأنا الكاذب (False self). فقد كانت طريقة عرض الكاتب لذكريات الماضي بهذه السلاسة والرشاقة توثيق مهم في سرد الكتاب.
بين الماضي والحاضر ونظرًا الى المستقبل كان "جنون المنطق" بين دفتي كتاب مكون من 270 صفحه، تجمع بين ثناياها أربعه فصول في كل فصل تتابع مستمر بلا انقطاع لما قبله، بحيث لا يضل القارئ ولا يبذل عناء.
لقد أحسست من البداية بأن هنالك عنصر تشويق وبحث عن الذات يدعو من خلالها الكاتب للتفكير خارج الصندوق، لكن خلال القراءة ولّد الكاتب لدي مشاعر جمة كقارئة سواءًا بالاستفزاز، الغضب أو التحفيز.
لقد وجّه الكاتب القارئ إلى استطلاع شتى الوجهات لكي يستطيع الوصول الى أهدافه أو لربما لا، ولكن الناتج المؤكد ربح خبرة التجربة التي ستودي به إلى بداية جديدة أخرى.
لقد أخرج الكاتب الطفل الصغير الذي بداخله بكل شفافية وعفوية وبكل ما أوتي من قوة, مما أدخل القارئ بتساؤلات حول أي طفل كان هو ...
بنظري "جنون المنطق" كتاب محفز ومحرك للتنقيب في أعماق حياة القارئ الخاصة فيجعله وبحنكة يسترجع من عقله اللا واعي إلى عقله الواعي الكثير من المعلومات والشيفرات التي يجب ان تودي به إلى أن يتعامل معها باللا منطق.
مقوله الكاتب "ذلك التفجير لم يمزقني ولكنه مزق كل ما أعرفه عن الحياة الوردية" جملة جوهرية خاصة في الحياة التي نعيشها اليوم والتي جعلت الشر يطفو على السطح ليراه الإنسان على حقيقته.
الابتزازات مهما كان أثرها وكيفية تجنبها أو استغلالها أخذت حيزًا مهمًا من سرد الكاتب، وهي نقطة مهمة جدًا في حياة القارئ الذي يقع في فخ الابتزازات، أحيانًا كثيرة دون دراية منه بذلك.
لقد خاض الكاتب في علم السلوك وعلم النفس كثيرًا فنظرية العقاب والثواب أخذت حيزًا مهما في حياة الكاتب، فالعقاب أثر عليه سلبًا وزاد من تمرّده وكاد أن يودي بحياته، لكن الاحتضان والمدح والاحتواء احتووه بقوة ووهبوا الكاتب درسًا مهمًا في حياته.
لقد أحببت أسلوب الكاتب الشفاف النابع من دافع داخلي فالتقط من تجاربه ثمارا جمة، وأعطت الكاتب العبرة من كل تجربه ليمضي محمّلا بأدوات وآليات جديدة الى المستقبل المجهول.
لقد أثار الكاتب تأثير الخوف على مسارات حياة الطفل من ناحية نفسية واضطهاد الطفل وقولبته كالروبوت تحت تأثير العقاب، وركز على أن كسر حاجز الخوف يعد من أكثر النقاط أهمية بين أسطر الكتاب، فالكاتب يرى أن الشيفرات المسيطرة على العقول تؤدي إلى الانسحاب من جل المواقف التي تمر على الإنسان.
عند قراءة الجملة "كيف نفلت من أسر منطقنا ونأسر منطق الآخرين" انتابني الشعور بأني لا أريد أن أكمل قراءتي لهذا الكتاب انطلاقًا من مبدأ أني لن أجعل أي إنسان يوقع بي بتحفيزاته ويأسر فكري...لكن حب الاستطلاع جعلني أعود لأكمل القراءة بنهم.
الجزء الثالث ولّد بداخلي اللهفة وتشوق لما ينتظرني كقارئة، فقد كُتب بلباقة وحكمة تجذب القارئ ورفع الغطاء عن زيف المنطق الذي يتنكر برداءات عدة.
إن الكاتب يولّد في داخل القارئ قوة عظمى وإرادة وعزيمة، ويحاول بكل ما اوتي من قوة الحث على تحريك القارئ من مكانه ليبدأ حراكا داخليا مع زعزعة كل المسلمات عله يصل إلى مكان أفضل.
قسم كبير المعلمين للأسف الشديد يحاولون قولبة الطلاب لكن الكاتب تمرد على ذلك ولم يتنازل عن الأنا الحقيقي (true self) الذي يملكه.. مما جعل منه شعلة من الإرادة وزاد من قوته الفكرية التي ترفض المنطق ويرفض أن يكون واحدا من كثر الذين يمرون في نفس الدرب بكل سذاجة وعمى.
أحببت سلاسة الكتابة وطريق السرد وتطوير أجزاء الكتاب ودمجها سوية لتكون مشعلا لكل من اراد ان يغير في مسارات حياته.
هذا الكتاب يعد بنظري كنز لمن أراد أن يصل إلى الحدود القصوى التي يمكن أن يصل اليها، كتاب جريء من الدرجة الاولى والذي يحوي بداخله وبامتياز صورة الانسان بقوته وضعفه بخيره وشره في عناده ومرونته.
فهنيئا لك اخ رامي نجاحك في الوصول الى اعماق القراء.
وأشجع كل انسان يريد ان يتقدم في حياته ان يقرأ هذا الكتاب القيم.
مدير عام شبكة كينج ستور ومجموعة المشهداوي
توقعتها هديّة عادية حينما استلمت منك الكتاب، لكن سريعًا أدركت أني استلمت منك كتابًا منهجيًّا في فنون الإدارة وأدوات القيادة ومبادئ اتخاذ القرارات؛ جعلتَه في حلّة شيّقة لا تُتيح للقارئ مجالًا لترك الفصل قبل إتمامه.
فصول الكتاب بما فيها من مغامرات شيّقة وعصارات لتجارب حياتيّة معروضة بتحليل نفسيّ عميق باتت مرجعًا لي في كثير من المفترقات والعقبات والقرارات الصعبة في يوميّاتي الإدارية.
أذكّرك بحمد الله على نعمة الفتح بما فتح الله عليك في هذا الكتاب الرائع.
كاتب وباحث متخصص ومحاضر لغة عربية
كتاب مثير للوجدان، شاحذ للهمة، باعث على التفكر..
كتاب فلسفيّ على هيئة مذكّرات وخواطر يعايشها المؤلّف، يلبسها ثوبًا من الاستدلالات المنطقيّة.
ويستأثر "المنطق" ودلالاته - الّتي لا يحدّدها الكاتب بوضوح، إذ أنّ هنالك أكثر من منطق، ولكلّ منطق أكثر من تفسير واحد-، باهتمام الكاتب الّذي جعل منه محورًا لكلّ مكوّنات كتابه، ابتداء بعتبة النّصّ "جنون المنطق"، وانتهاء باستدلالاته واستنتاجاته الّتي يحاول أن يقود إليها القارئ.
يتّخذ الكاتب من الأحداث اليوميّة الاعتياديّة الّتي يستدعيها من ذاكرته البعيدة، في أيّام طفولته وأوّل شبابه، الأساس الّذي يبني عليه افكاره.
ينضح الكتاب بمجموعة من القضايا الفكريّة الجادّة، منها:
- هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟
- هل العقل ضامن لصلاح الإنسان؟
- التّربية في البيت وفي المدرسة.. ودور كلّ من البيت والمدرسة في الارتقاء بالأبناء. وهل يساهم النّظام المدرسيّ بالضّرورة في تنشئة أفراد أسوياء وصالحين؟!
- مهارة التّسويق وخطرها في التّرويج للأفكار وللمبادئ وللسّلع
يوظّف الكاتب التّراث والقصص في مسار المضيّ قدمًا في عرض أفكاره، ويبدي إلمامًا ثقافيًّا واسعًا في مجالات الاقتصاد وتكنولوجيا المعرفة ومبادئ التّربية والسّلوك.
يستطرد الكاتب في كتابه متنقّلًا بين الأحداث والأمثلة والاستدلالات والمراجع.
صيغ الكتاب بلغة إيحائيّة بليغة وسلسلة، محمّلة أحيانًا بشيء من الاستيحاءات القرآنيّة.
أشير إلى أنّ جرأة الكاتب واضحة، يلمسها القارئ في مواضع عدّة من الكتاب، حين يستحضر من أخطائه وهفواته أسسًا يتّخذها أمثلة على "ضروب المنطق" الّتي سيناقش القارئ حولها.
أشكر الأخ رامي عنابوسي راجيا له كل توفيق وسداد، عسى أن يجود بمثله قريبا.
قراءة نقدية متخصصة
بعد أن قرأت الكتاب لا بد لي من سرد الإشارات التالية:
"الأولى" عتبة العنوان الذي يحمل وظيفة جمالية وتداولية بغية استدراج القارئ في القراءة وإخبارية ابتغاء تحديد دلالة وفضاء النص، يشار أن الناقد جيرار جينيت كان من الرواد الذين تناولوا ثيمة العتبات في الأعمال الروائية ولا شك أن جنون المنطق هو علامة إشهارية بل ويمثل عنصرا سلطويا منظما للقراءة، أو لغزا نحتاج لفك شيفرته وإذن فالعنوان يحمل دلالات متعلقة بعتبة النص التأليفي خاصة عندما يصبح المنطق جنونا.
"الثانية" فهو النص المحيط التأليفي حيث يتحول السرد كمعادل للواقع وفي بعض الأحيان يعتبر رافضا للواقع أعني عندما يتحول النص نفسه إلى تجسيد الواقع ما بين النص وذاكرة المؤلف مدة أربعين عاما فلدى الكاتب لحن لمساءلة الذات بين الماضي والحاضر وحين يكون المنطق شريحة من تقدم الإنسان عندئذ فيمكن للإنسان أن يشبه الإنسان والذي يجذب النظر الفصول الأربعة التي شكلت الكتاب وهي حلقات منفصلة تشكلها وحدة تنسجم مع المضامين الواردة فيها وتكون جميعها عملا متماسكا ، لكن كل لوحة منها تعد عملا مستقلا وهي ليست وحدة المؤلف بل وحدة المكان والزمان حيث تتحاور الوحدات وتتناغم لبيان الجدل والمفارقة لتتجاوب مع الهواجس بين الماضي والحاضر وفي هذا أدعي أننا صوب سرد جديد قد ينسجم نسبيا مع المجموعة القصصية "سداسية الأيام الستة" للكاتب إميل حبيبي.
"الثالثة" ظاهرة التزامن في الكتاب فقد اعتمد المؤلف واعيا للتلاعب باللعبة الزمنية فتارة يتناول الماضي وأخرى الحاضر وأحايين أخرى يلتقي الماضي بالحاضر
"الرابعة" لا شك أن العديد من لوحات الكتاب تبنت بنية الاستطراد في استخدام السيرة الذاتية في السرد حيث يستطرد من موقف لآخر مواقف من حياته الشخصية وهذا وجه آخر من وجوه الكتابة، لكن لا نظن أن المؤلف أراد أن يكتب سيرته الذاتية لأنه لم يصرح بذلك.
"النقطة الأخيرة" لا بد من تناول اللغة التي استخدمها المؤلف فهي لغة رصينة بين اللغة المعاصرة ولغة التراث العربي وحقا ملك ناصية اللغة دون مبالغة.
ولا بد من الإشارة أن المؤلف اعتمد على الذاكرة للسرد القصصي والتي تعتبر من أهم أدوات الكتابة اعتمادا أن لكل ذاكرة نص واستنادا على علم النفس فإنها تشمل عمليات منها الترميز Encodingومنها الاحتفاظ Storage ومنها الاسترجاع Retrieval وكلها مجسدة في الكتاب.
"وفي النهاية" فإن الكتاب قطعة فنية رائعة من فن الكتابة تتوالد الحكايات من بعضها البعض وختاما لا أملك في نهاية حديثي يقينا بأن ما كتبته هو التأويل الملائم للكتاب فلعل جنون المنطق يقود بعض القراء للإيحاء بدلالات أخرى.
بوركت جهودك على هذا الكتاب الفريد من نوعه.
قراءة نقدية متخصصة
انطباعي حول كتاب "جنون المنطق" للكاتب رامي عنابوسي
د. هيفاء مجادلة-باحثة، مُحاضِرة أكاديميّة وناشطة ميدانيّة
"وإنّني لزنديق ثائر؛ لا أؤمن بحتميّة المصير؛ لا أؤمن بمُسلّمات تحكم عوالمنا؛ ولا أؤمن بأيّ دين بشريّ يؤوّلونه هم على الخاطر والمزاج. الزّندقة هي طريقي نحو الحقيقة، وسبيلي إلى اليقين، وبوّابتي صوب الحريّة" (ص81)
بهذا التّصريح المستفزّ الجريء يَلِج الكاتب رامي عنابوسي إلى أعماق القارئ في كتابه "جنون المنطق"، متمرّدًا ومتحدّيًا بشكل صارخ القيود الفكريّة والمعتقدات المنطقيّة المفروضة.
هذا الكتاب هو رحلة استثنائيّة في أعماق النّفس البشريّة والذّات الإنسانيّة، يأخذ القارئ إلى عوالم مفعمة بالتأمّلات العميقة والإلهامات اللّامتناهية. يخلط الكاتب ببراعة بين السّرد الذّاتيّ والموضوعيّ، بأسلوب مطعّم بومضات من الحكمة والفلسفة.
أوجز الكاتب هدف الكتاب بقوله: "هذا هو ما أحاول عبر كتابي أن أوضحّه لك، لأختصر عليك 40 سنة غالية من حياتك المحدودة" (ص102)؛ وقد يظنّ القارئ بهذا التّحديد أنّ الكتاب موجّهٌ لشريحة محدّدة تنحصر بمن بلغ الأربعين من العمر، ممّن يبحثون عن حصاد التّجارب والخبرات دون الحاجة لقضاء عقود في التّجربة والخطأ. لكن في الواقع، الكتاب يعانق اهتمامات مختلف الشّرائح العمريّة. مما يجعله موردًا قيمًا لأيّ شخص يطمح في استلهام دروس الحياة بشكل ماتع وناجع. لذلك، كان أوّل ما فعلتُه بعد الفراغ من قراءة الكتاب أن أعطيته لأميري (ابني الجامعيّ الذي يدرس في نفس تخصّص الكاتب) ليقرأه.
ما طبيعة الكتاب وفحواه؟ أجاب عنابوسي عن ذلك بقوله: "هذا كتاب عقيدة مسلكيّة وتنمويّة شاملة" (ص162). في كتابه، يقدّم الكاتب رؤية موسّعة تجمع بين مجالات معرفيّة عدّة، ففيه تجد الاقتصاد، والفلسفة، والدّين، والاجتماعيّات.. كلّها في بوتقة واحدة تتغيّا بناء فكر تنمويّ شموليّ. ويمكن أن نلخّص مضمونه بدعوته المتكرّرة عبر ثنايا الكتاب: "اكفر بكلّ منطق يكبّلك" (ص163).
سأتوقّف قليلًا عند اللّغة وأبرز الأساليب الفنّيّة التي ميّزت النصّ:
- في "جنون المنطق"، تبرز اللّغة باعتبارها من الأبطال الرئيسيّين في السّرد، فالكاتب ينسج لغة سلسة، رشيقة، وعميقة. ويجعل منها وسيلة فنّيّة تُعزّز من جماليّة النّصّ، وتُثري محتواه الفكريّ. هذه اللّغة إنّما تكشف عن عُمْق قريحة الكاتب وبراعته اللّغويّة. أعترف أنّني منذ زمن لم أستلذّ بلغة كهذه في كتاب لا يندرج تحت تصنيف "الكتب الأدبيّة".
- في سَعْيِه لتفكيك البنيات والثّوابت؛ يلجأ الكاتب إلى أسلوب التّناصّ، مُستخدمًا إيّاه كأداة لتعميق النّصّ وإثرائه. يظهر هذا جليًّا في اقتباساته المتنوّعة من النّصوص القرآنيّة والشّعر العربيّ. من أمثلة ذلك التّناصّ مع آيات قرآنيّة من مثل: "كذّاب أَشِر" (ص48)؛ "ليس من السّهل أن تستطيع معي صبرًا" (ص80)؛ "فكّر وقدّر، ونظر وتدبّر.." (ص150)؛ "سنوات خاوية على عروشها" (ص165).
وفي قوله: "مارسوا عليّ ألوان الطّمس ليخرسوا قريحتي فتأبّيتُ، ثم أبصرتُ قدّامي طريقًا سارت فيه جموع الناس فنأيتُ، ويمّمتُ إلى طريق مهجور فمشيتُ" (ص161) يوظّف قصيدة إيليا أبو ماضي: "جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت/ ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت/وسأبقى ما شيا ان شئت هذا ام أبيت". ومن المعروف أنّ توظيف التناصّ في السّرد يدلّ على سعة اطّلاع الكاتب وثقافته.
- يوظّف الكاتب الأمثال الشّعبيّة بطريقة مبتكرة، حيث يقوم بتحويرها لتلائم السّياق الذي يطرحه. هذه الطّريقة ليست مجرّد استعراض لبراعته اللّغويّة؛ بل هي تعبير عن رفضه لقبول الأمور كما هي دون تمحيص أو نقد. وكأنّه يدعو القارئ لإعادة النّظر في الكليشيهات اللّغويّة والعبارات الثّابتة. من أمثلة ذلك: قوله "أكل عليه الدّهر وتجشّأ" (ص164)؛ وفي موضع آخر نقرأ: "الجرّة تسلم كلّ مرّة" (ص118)؛ "كذب الاقتصاديّون ولو صدقوا" (ص29).
- تنماز اللّغة بشاعريّتها المرهفة في العديد من المواضع. هذا على الرّغم من أنّ طبيعة الكتاب الفلسفيّة قد لا تستلزم بالضّرورة أسلوبًا شعريًا، إلا أنّ الكاتب يختار هذا الأسلوب بعناية فائقة، ما يضفي على النصّ لمسة من الأناقة والجمال، متناغمًا بذلك مع السّياق العامّ بشكل لطيف وجذّاب. التّلاعب اللّغوي والسّجع الذي يستخدمه الكاتب ليس مجرّد "ديكور" أدبيّ؛ بل هو وسيلة لجذب القارئ وإغرائه للتفكّر العميق في الموضوعات المطروحة. من أمثلة ذلك: "تواكلوا بدل أن يتّكلوا" (ص139)؛ "كي تتفقّه لا لتتفكّه" (ص115)؛ "كلّ كبيرة وجريرة" (ص214)؛ "على نحو سافر أو سافل" (ص222)؛ "سيعتبرها منطق البعض نفيسة، ومنطق البعض الآخر سيعتبرها خسيسة" (ص126)؛ "كنت في حاجة ماسّة إلى عقاب تأهيليّ، يلوي عنق المنطق الذي يركبني" (ص59).
- يمتلك الكاتب قدرة على خلق تجربة قراءة تفاعليّة تتجاوز حدود النّصّ المكتوب، لتصل إلى التّواصل المباشر مع القارئ. وهو ما يُضفي على الكتاب جاذبيّة وتشويقًا وديناميكية تُعزز من تفاعل القارئ مع الأفكار المطروحة، إذ يشعر بأنّه مُخاطب بشكل شخصيّ ومباشر، وأنّ هذا النصّ قد كُتب خصّيصًا له. مثال ذلك: "إن أردتَ مرافقتي حتّى النهاية، "اكفر" بألوهيّة المنطق، وامض معي خطوة بخطوة، قبل أن تظهر الشّعرة البيضاء" (ص109). ويقول في موضع آخر: " أنت على رأس قائمة أهدافي، أجل أنت مَن أبحث عنه" (ص34). هذا الأسلوب يحوّل القارئ من مجرّد متلقٍّ سلبيّ للمحتوى إلى شريك نَشِط في مسار الاكتشاف والتّحليل. ويُصبح، بذلك، جزءًا من محاورة مستمرّة تتسلّل إلى عُمق تفكيره.
- يمزج الكاتب بين السّرد الفلسفيّ المعمّق والهومور اللّطيف، ما يضفي على النصّ جاذبيّة ومتعة. يُسهم هذا الأسلوب في تخفيف وطأة المواضيع "الثقيلة". من أـمثلة ذلك: "فرفور ذنبه مغفور" (ص214)
- ينماز الكتاب بدقّة الوصف والسّرد لدرجة أنّ القارئ يتماهى مع الحدث ويشعر أنّه يراه مصوّرًا. كما في وصف الضّربة الموجعة التي تلقّاها من أستاذه.
أعترف أنّني تماهيتُ جدًا مع الكتاب، ربّما لأنّي منذ زمن حقّقتُ دعوته حين "كفرتُ" حقًا بالمنطق، وكسرتُ القوالب المرسومة، وخرجتُ من قمقم الأفكار المُسْبقة والكليشيهات الجاهزة والموروثة.
أجْمِلُ فأقول، "جنون المنطق" يستحقّ القراءة والتأمّل، فهو مصدر غنيّ بالأفكار الملهمة والتّحليلات العميقة التي تستحقّ الغوص فيها. إنّه دعوة لإعادة تشكيل عوالمنا بطرائق تحرّرنا من السّلاسل الفكريّة التي تقيّدنا. إنّه ليس مجرّد كتاب؛ بل هو جسر يربط بين الإنسان وجوهره الأعمق. يُقدّم للقرّاء أدوات ليس فقط لفهم ذواتهم بل لتغييرها، ويحفّزهم أن يكونوا سادة أقدارهم في عالم يتزايد فيه الجنون المنطقيّ لحظة بعد لحظة.
رامي عنابوسي الإنسان:
رامي عنابوسي الإنسان
صحيح أنّني كاتب ومدقّق حسابات وخبير اقتصاديّ ومستشار ماليّ.. لكنّها مجرّد ألقاب تعريفيّة لمهنٍ وخبرات، أمّا رامي عنابوسي الإنسان على حقيقتي ودون ألقاب ومكياج فتجدني في "جنون المنطق" بسردٍ سلس واضح وفاضح لأحداث تصقلني وتصقلك وتقودني وتقودك دون أن نشعر أو نقاوم!
لست من الأبطال الخارقين، ولا من أصحاب الثروات العملاقة الذين يرمقونك من الأعلى، ولا من نجوم "السوشيال ميديا" والتلفاز أو السينما الذين يمارسون بطولاتهم عليك، إنّني أعيش واقعك وواقع الناس، أحدّثك من هنا لا من ذلك الفوق، من بين الجموع ومن وسط الزحام، خلعت ربطةَ عنقي وجئتُك دليلًا آخذًا بيدك، أسيرُ معك خطوة بخطوة، مختصرًا لك الطريق ومحذّرًا من المطبّات.